Tweet
عندمـا تحب أحدهم بالفطره لرابطة الدم بينكـما ، فيمن الله عليك بالهدايه وتعلـم
أنك لا تهدي من تشـاء ولكن الله يهدي من يشـــآء .. فتبرق في ذهنـك فكره ..
ثم تتحمس لـها ، لا لأجل الثواب والجزاء بل فقط لأجل مصلحة ذلك الفرد
لدرجة أن تُهيئ لـه الحافز في حين رفض تلك الفكره ..
وآخيـرا .. وعندما يتهلل وجهك سعادة على أنـه قد يوافق ، بل سيوافق
وتخبره بالعرض وماذا ينتظره بالمقابـل
ويبدأ قلبك بالقول سرّا :
نعم .. نعم قل نعم فأنت المستفيد في الأخير، إنـه مجرد تحديٍ لـك
تحدث الفـاجعه بأن يرفض ! فتتوجع بها أنـت كما لو كان خنجراً على قلبك
فتنظر إليه في آسى محاولاً ألا تفقد الأمل ، فتجرب الأمر ثانيتا مع إقناعِ قوي
فتجد أنـه مُستقرٌ على رأيه
فتغضب بداخلك .. لماذا؟ ، لماذا وأنـا من ستكلفه الفكره بعضا مما أحبه ولكنني لا أبالي لذلك
فأبـدأ كمحاولة أخيره.. بأسلوب الإستفزاز بطريقه ملتويـه كأن تثيره دون أن تغضبه
لـأجد أنـه أتخذ قراره ولم يعد يبالي لما كنت سأفرّط فيه لأجله
باختياره للأمر الذي لا ينفعه بل يستمر في مضرته ..
ويـــــــال وجعي ! لعلمي أن ذاك الخيار هو خيار قد جربته مُسبقا وأصبحت أعلم يقيناً بمضاره لذلك فعلت ما فعلت لأجلك ، الآن ماذا أفعل ؟
هل أدعـك تسير للهاوية ؟
وهل تعلم أن هنالك أمور جميله ورائعه لن تصل إليها طلما لن تتخلى عن رغبتك الكاذبه
نعم تلك الرغبه الكاذبه .. السيئه .. لـأن لعينٌ أجـاد فن القياده نحو الهـلاك فتمكن من
مَس تلك الأوتـار الحساسة بك ! وهاهو حالك وحالك غيرك سواء
غارقون في ظلمــات البحر لا هم يحاولون النجاة و لا هم عازمون على الخروج ..
فهل تستحق تلك الرغبه في داخلك أن تقودك وتتحكم بك ؟
أتجعلها تؤثر عليك فِكرياً ، جسدياً ، قلبيـاً ؟
أنظرت إلى حجم تلك الرغبه مقارنة بسائر جسمك ؟
أأقبلت تعظمها فوق مكانتها لـأنك فقط .. لا تريد أن تحاول ؟
لمـا لا تعقد العزم .. هي والله ليست بأقوى منك
هل لجأت لبارئك ذات يوم .. متى كانت آخر مره خلوت معه ؟
أيرق قلبك لدى سماعك لكــتابه العظيم ؟
لا .. صحيح ، واجه نفسك لا تكذب !
فلن يرق ولن يرق ولن تشعر بشئ بس ستكتفي تتعجب
لمـنْ دموعهم تنهمر كالوديـان خشيتاً عند سماعه .. ذلك إن لم تصفهم بضعيفي القلوب !
وهل قوي القلب من كان قاسياً قلبـه ؟!
لن تشعر بلذته بل لن تصل لأن تتدبره مالم تهجر ذاك الشئ
الذي يقف عقبه ولن يتخلى عنك بسهوله دون عزيمتك ..
فهل عرفت ما ذاك الشئ الذي أريدك أن تهجره ؟
لست الأولى ولن أثبت لك مدى مضاره لا في الكتاب ولا في السنه
لأنه بالفعل سبقني الكثيرون إليها من توضيح .. الأمر فقط أنك تعودت عليها لدرجة جعلتك
ترفض الإنصياع لحقيقة الواقع ومع كل ذلك تسُد أوذنيك ..
فاتركـــــــــــــها !
تلك الأغـــاني والكلمات المعسولـه !
لن تتسب لك سوى في التأثير عليك عاطفيـاً بل ولأسوأ
تلك الموسيقى وتلك الآلات العازفه التي تؤرجحك شمالاً ويميناً .. فاتركها !
إتركــها الله لا يتركك و لا يهينك ..
غداً ستغدو عابداً لها دون أن تشعر ! .. نعم هي ستستعبدك تدريجيا إلـى ان تقع في حِبالها
غداً يفاجؤك الموت بغته من حيث لاتشعر فتموت على سؤ الخـاتمه !
حسن الخاتمه أو سوءها على يدك ! .. نعم القدر قدر مكتوب ولكن الخاتمه بيدك على حسب ماتسير عليه ..
ألا تعلم أن الرحمن إن أحب عبداً فأطاعه سخر له حسن خاتمه جيده لأنه يحبه ؟
أتسير نحو النور رضيت ربك فأرضاك أم تسير نحو الهلاك تعصي ربك فتخسره
بالله عليك أي الطريقين تخــتار ؟!
الا تريد أن تستغفر لك الملائكه .. حملة العرش ويحبونك وقبل كل شئ يحبك الخالق الجبـار ؟
تعجب من كلماتي .. لا تصدقني .. إكرهني .. ولكن واجهك نفسك !
ألا تشعر باللذة لدى سماعها ثم بالفتور والندم عندما لا تواطنها !
ألا يسحبك شعور مظلم بداخلك عندما ترغب بتركها بإعادتك إليها مجدداً
ألا تجري في عروقك كالدم وكالمخدرات من إن تعاطيتها !
الا تضّيع عليك الكثير من الوقت ؟ قد تستمر بها ساعتين ، ثلاث ، اربع
ولكن كم ساعه بل دقيقه لا بل ثانيه ! تستطيع الصمود عند قرائتك لكتاب الله ؟
أرفضت أن تواجهك ذاتك مجدداً ؟ هي لن تدعك تعترف مالم تتجاهلها .. كيف ذلك وهي إمـارة بالسوء ! .. نعم تأمرك بالسوء .. أتكون عبدا لنفسك ؟!
لمـا لا تكن عبداً لواحداً أحد .. لواحداً صمد
للإلـه الواحد القهار .. فقط هو لا سواه
لا إلــه إلا هو وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله
وكلنا عباده وأنت عبد وسيدك من في السمـاء لا غير !
من على العرش العظيــم ! سبـحانه ..
وأخيراً إذا عقدت العزم فتذكر قوله تعالـى :
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران : 159]
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان :58
والسلام عليكم ورحمة الله تعالـى وبركــاته
تعليق